Tuesday, November 20, 2007

ياااااااااااااااااااااادي برنامج الإخوان


نقلا عن :ثروة مصر


كتب:طارق قاسم
هل خلت مصر من أهل الجهامة والكلاحة حتى لم يعد ثمة من يلمز نور الشريف في (دماء على الأسفلت) و يخبره بسلوك أخته المنحرف ومشيها البطال بفظاظة غير امرأة ترتدي خمارا و رجل ملتح؟ و هل اختفت المتبرجات المترهلات كريهات االمنظر من مصر حتى تكون حبيبة محمود عبد العزيز القديمة في فيلم (سوق المتعة) محجبة في مآل مقزز لحسناء سابقا متلفعة بذرية مغبرة مثيرة للاشمئزاز رغم أن الفيلم مترع بالجنس و الإيحاءات الفاحشة؟

إنها الطبعة الوحيدة التي دأبت المخيلة العلمانية على إفرازها لتكون صورة لمصر والمصريين بعد سطوع الصحوة الدينية وانتشار المظاهر الإسلامية.. روح زاعقة الترصد والتقصد والتلكك والتلكؤ واللكاعة، تقف ببلادة عاقدة ساعديها بصلف إزاء كل مظهر إسلامي رغم أن الإسلاميين لا يتوقفون على التأكيد على كون الشعارات والعبادات االظاهرة كالحجاب والصلاة ليست أبدا معيارا حقيقيا للتدين
تلك المقدمة كانت الأنسب لبداية الحديث عن تعامل تلك الفئة مروعة التناقض صارخة القدرة على التطاول جرارة الاستعداد لنفى الآخر ونفخه وذبحه ببرود بينما تغني أغاني الحرية والتعددية والبرامجية وغيرها من مفردات الرطانة الجوفاء المستفزة المفرغة من أي مضمون تطبيقى،أقول تلك المقدمة هي الأنسب لوصف تعامل الفئة المسماة زورا وبهتانا (نخبة) و (مثقفين) مع الصورة المبدئية لبرنامج حزب الإخوان المسلمين


للحق، فإنه لا يجب التعامل مع القطاع الأكبر من الانتقادات االتي وجهتها تلك النخبة لبرنامج حزب الإخوان بجدية حقيقية ،ليس ازدراءا للحوار أو تقليلا من شأن الآخر لأننا بهذا نكون آثمين شرعا لأن الشرع قضى بالمشورة والحوار فيما ليس فيه قطع شرعي من الممارسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهو ما جعل الإخوان يعرضون برنامجهم على أكثر من 60 مفكرا وسياسيا ومثقفا ..لكن عدم الجدية اللائق بالتعامل مع غالب الهجوم المنصب على برنامج الإخوان مبعثه كون الهجوم غير موضوعي وجزءا أصيلا من الرفض العقائدي للمشروع الإسلامي ومفرداته وخطواته ،مهما تذرع المهاجمون باعتراضات محددة ونقاط غموض موجودة فعلا في برنامج الإخوان ..أكبر دليل على ذلك هو أن الكلام عن برنامج الإخوان اتخذ لدى غالبية المهاجمين صيغا متجاوزة لأصول الحوار الموضوعي مستمدة من قواميس التجريح والتخوين والاتهام بالنفاق والتقية والسعى للدولة الدينية وغيرها من فقاقيع الهراء تلك


ببساطة لم يجر التعامل مع برنامج الإخوان – إلا قليلا- على أنه طرح سياسي خاضع أولا وأخيرا للتفاعل الفكري والنقاش العقلي والجدل السياسي.. ثم إن أحدا لم يتوقف أبدا مع إعلان قيادات الجماعة مرارا وتكرارا استعدادها لمراجعة البرنامج وتصويب نقاط الخلل به.. لم تلتقط النخبة المصابة بالحول السياسي والأخلاقي من كلام الإخوان سوى ما يعزز ويسوغ اتهامهم بما سبقت الاشارة اليه من اتهامات ،وهو نزق ذهني يؤكد أن تلك النخبة تعودت رفض الطرح الإسلامي لمجرد الرفض وهو ما ذكرني بمواطن تركي ركل الديمقراطية وخرج في المظاهرات الرافضة لترشيح عبد الله جول للرئاسة لا لشىء الا لحجاب زوجته. يومها قال المواطن التركي لمراسل بي بي سي أنه من العيب أن تكون سيدة تركيا الأولى محجبة ولما سأله المراسل إن كان يؤيد تدخل الجيش لحسم الأمر رد بالإيجاب فعاد المراسل ونبهه إلى أن تدخل الجيش يعني عودة البلاد للوراء عشر سنوات فقال المواطن التركي بكل ثقة: "أن تعود البلاد للوراء عشر سنوات بتدخل الجيش أفضل من عودتها مائة سنة للوراء عندما تدخل امرأة محجبة قصر الرئاسة"


مثقفونا مرجعيتهم ذلك المواطن التركي ،بدليل أنهم نسوا تماما أثناء احتدام الجدل حول برنامج الإخوان ظلم النظام المصري وفساده وسطوة رجال الأعمال واستحكام القبضة الأمنية ،وأصبح الخطر الوحيد متجسدا في الإخوان وبرنامج حزبهم
الدليل الآخر على الاعتلال المزاجي والشذوذ الأخلاقي والإنساني هو أن المثقفين الذين كالوا القدح والطعن في النوايا للإخوان بسبب برنامجهم ،هؤلاء جميعا لم ينبس أي منهم بكلمة تعليقا على المجازر التي تعرض- ويتعرض- لها طلاب الإخوان في الجامعات على أيدي البلطجية والحرس الجامعي تحت قيادة مباشرة من إدارات الجامعات طوال الأسبوعين الماضيين رغم أن وسائل الإعلام المحلية – المستقلة منها طبعا- والعالمية نقلت صور القنابل والأسلحة البيضاء التي استخدمها البلطجية والأمن في مهاجمة طلاب الإخوان..وهو نفس النهج الصادم الذي جعل صحفيا لامعا لا يخجل من الإعلان في برنامج تليفزيوني ذائع أن الإخوان أخطر على مصر من إسرائيل ..وهي عبارة فضلا عن كونها شاذة إنسانيا وأخلاقيا وسياسيا ،فهي تطعن في مصرية مصريين لهم كل الحقوق التي لغيرهم..
نفس التعاطي الهابط الانتقائي الاجتزائي حدث مع التصريحات التي أدلى بها الدكتور عصام العريان وتطرق فيها لموضوع الاعتراف باسرائيل ..الرجل خرج بعد ذلك مباشرة وفسر كلامه في حوارات أخرى وأكد موقفه الرافض للاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب لكنه أوضح أن السياسة تقر بأن لكل حادث حديثا وأن الواقعية السياسية لها أحيانا معايير يجب أخذها بعين الاعتبار ،وهو كلام لا أظنه موضع خلاف من حيث المبدأ لدى العقلاء الأسوياء ،كما أن نائب مرشد الجماعة د .محمد حبيب قال في حوار لجريدة الكرامة قبل أسبوع أن الجماعة متمسكة برفض كيان العدو الصهيوني ورفض المعاهدات الموقعة معه ..نفس الشىء فعله المرشد الأستاذ مهدي عاكف ،لكن للأسف كان الثلاثة يؤذنون في مالطة لأن النخبة المرتبكة المعقدة محترفة التصيد المسىء والترصد الأرعن كانت قد أجمعت كيدها وحسمت أمرها وهجمت بقضها وقضيضها وشرعت جوقتها الجهنمية في غناء نفس النشيد الأسود(الإخوان كذابون..الإخوان منافقون..الإخوان سيئوا النية..يريدونها دينية) ولم يكلف واحد من أشاوس النضال الإلكتروني ومحترفي الحنجوريات االمتهافتة السطحية أن يسأل نفسه سؤالا واحدا: ما دام الإخوان منافقون هكذا،ملتوون هكذا،متلونون هكذا،لماذا إذن لم يتوصلوا مع النظام لحل يخرجون به قياداتهم السجينة التي تحاكم عسكريا محاكمات لم تحظ من المثقفين بربع الهجوم الذي شنوه على برنامج حزب الإخوان ،ويفرجون عن أموالهم المصادرة


كما قلنا ..إنه الحول الإنساني والهبوط الحاد في الدورة الأخلاقية والازدواج المتهور في المعايير السياسية وهي كلها أمور تعودتها النخبة وتراها أساسية لاستمرار الحياة..وحسبنا الله ونعم الوكيل

1 comment:

أميرة محمد محمد محمد said...

اخي طارق
هم يكرهون الاسلام ولا يطيقون ان يذكر اسم الله هؤلاء لا يجب ان يهتم بهم احد لانهم منافقين والوقت الوحيد الذي سيرضون فيه عنا هو وقت تخلينا عن ديننا
المنافقين في الدرك الاسفل من النار