Saturday, July 12, 2008

بنت الحزن



إيمان..

أعرف أن الألم يعتصرك..لكن صدقيني ..ليس الأمر كله شرا،بل إنه – من زاوية أوسع – لا يحوي شرا على الإطلاق..على الأقل أنا الآن أوفر شجنا وصفاء وخصوصية بما يناسب أن أخرجك من داخلى وأضعك أمامي ..أجلس إليك..أحدثك طويلا ..أتملى عن كثب في عينيك ذواتي الحزن المترامي و اللوعة المستطيرة، اللتين لا أملك أن أعلن أنهما رائعتين إلا لنفسي.. وأحاول أن أتصور مخرجا لمحنتك..أو على الأقل أتخيل سيناريو إنسانيا لأحد الاحتمالات المتوقعة لحياتك في هذه الظروف..تأملت مليا الرقعة الحميمة البراقة التي غزوت فيها بعذوبة آسرة تاريخي الشخصي والتي ستفترش أيامي حتى أموت يوما ما في مكان ما لأني لا أنوي التمرد على احتلالك أبدا..لحظة مجيدة بالتأكيد تلك التي تشهد انبثاق ذلك الشىء بين اثنين ،كانت في حالتنا عندما رأيتك لأول مرة في مظاهرة منددة بالرسوم الصليبية المسيئة للرسول الكريم..توقفت عن التصوير عندما مررت أمامي ..كان مرآك أطهر من أن أحبسه في ظل داخل فيلم داخل كاميرا تختزل بهاءه في صورة تلصق على صفحة جريدة ترتزق من الاحتفاء بالأحداث النبيلة في حياتنا ثم لا تعدو قيمتها أن تكفن بها سندوتشات الغلابة في مطاعم الفول الذي أصبح صينيا بدوره..سجلتك تسجيلا أبديا في قلب الروح ..كان ناصعا وصادقا وجياشا ذلك الحزن الحقيقي المنثال من عينيك ..حزن لم أجده طوال تطوافي كصحفي على سائر المظاهرات التي خرجت لنفس السبب..كان الرسول محفورا في نظراتك يقود بجلاله النبوي مسيرة فجيعتك ..أعتبرأنني تعلمت الصحافة عمليا عليك و بك ..بحثت عنك .. خضت الجموع وراءك بلهفة باحث عن خلاصه الوحيد الذي لو فاته لتردى في الهالكين..تمايل قلبي .. إذ علمت أنك إخوانيةل مثلي ..كانت سعادة عاصفة تسلمني لأخرى ..لفرط الفرحة سولت لي نفسي أن الأمر سهل والحلم في متناول اليد..جلست مع نفسي أحسب كل شىء ..أنا أعمل ..دخلي معقول ويتطور ويمكنني زيادته بمزيد من العمل..أسرتي طيبة بسيطة وأنت أيضا..الخدش الأول لنشوتي جاء عندما عرفت من الإخوة في منطقتك أن والديك ليسا من الإخوان لكني عولت على أنهما حتما عظيمين لينجبا مثلك..لكن سرعان ما داهمتني صدمة أخرى عندما وقفت على واقع معاناتك داخل أسرتك ..تدينك الذي يعتبرونه مبالغا فيه ..شكل حجابك الذي يرونه فوق ما تحتمل أنوثة فتاة في سنك وجمالك..وفوق ذلك ،كون تدينك فاعلا حركيا ليس مسرحيا طقوسيا منكمشا خنوعا ومرتعشا كما يحلو للناس أن يمارسوا دينهم ويحلو للإعلام الرسمي أن يتغنى بالوسطية المصرية ..لم أتوقف رغم ذلك بل قلت :لعلى المخلص الذي سيستنقذك من ذلك الجو الجاثم حتما على إرادتك وضميرك وأشواقك الروحية المهاجرة الى ربها..منيت نفسي أن أصنع معك وبك أسرة مسلمة جميلة ومبشرة..أعرف أن ماحدث كان قصفا مكثفا لحصون إيمانك ،وتبويرا بربريا لحدائق شاعريتك وأحلامك..لكن عزائي في يقيني بقوتك وثباتك..وأنك حتى بعدما رفضني أهلك بحجة أنني مثلك متشدد يطوقني الخطر من كل صوب ،وحتى بعدما ازدادت قسوتهم معك لم يهن عزمك ولم تبهت شعلة روحك بل زاد نشاطك وتعددت الفتيات اللاتي التزمن على يديك..بلغني أيضا صبرك وصمودك أمام حمم الشماتة التي قذفتك بها أسرتك عقب القبض على إثر أحداث جامعة الأزهر العام الماضي التي اختلقت خطورتها ولفقت مضاعفاتها جحافل الحقد الإعلامي الرسمي الأسود..إننا لم نلتق منذ سعى أهلك لقصقصة ذلك الشىء الجميل بيننا ..كان طبيعيا أن ينهض حرج شرعي بيننا بسبب عدم وجود صيغة شرعية للقاء ..لكني أعلم أنك لم تنبذيني ...ما يطاردني كل لحظة هو الهم المقيم الذي تجرعينه ليل نهار ..حياتك كيف ستمضي على هذا المنوا ل القابض الخانق المنهك؟أدرك جدا أن غربتك تحاصرك بين أهلك ..أنت تمعنين في الالتزام والجهاد وهم يسفرون كل يوم عن ألوان جديدة من التضييق والاستهزاء بمشاعرك ..يؤرقني جدا ماذا ستفعلين إزاء هذا النكال الوحشي ..أنا وأنت بمقياس ما نرزح تحت نفس النير الظالم ..لم يلطف من نقمتي على سلب حريتي سوى أني رأيتك ذات إحدى الجلسات تقفين مع الأخوات أمام المحكمة التي تمنع حتى محامينا من قول ما لديهم كاملا ..ذلك اليوم كان انطلاقة تقويم جديد أؤرخ به لحياتي ..الآن ماذا عساى أقول ؟ ..أوصيك بالصبر؟.. بالثبات؟ ..أنت أدرى منى بذلك وأقدر عليه ..فقط أريدك أن تعلمي أن عذابك وتيهك سجن آخر يضاف إلى سجني ..أترين؟ مجددا،ها هو شىء آخر يجمعنا ..قدرنا أن يبزغ بيننا مهما حاولوا جديد يجمعنا ..حتى لو كان سجنا

*************

تلك كانت إحدى يومياته التي يكتبها في السجن ..خاف أن تنتهكها أيادي زبانية التفتيش الدوري ..دسها في جيبي أثناء إحدى الزيارات ..سمح لي بالاطلاع عليها لكنه شدد على ألا أسمح بضياعها لأي سبب ..وبعينين سفح الحزن والقيود هناءهما قال وهو يودعني:حاول تعرف أخبار إيمان..ولو احتاجت مساعدة ساعدها






Saturday, March 29, 2008

عروسة البحر


لكن عروسة البحر
فتشت عنها البحر
وسألت عنها الصخر
لقيتها كدب ف كدب
هكذا كان يغني لنا محمد ثروت ونحن صغار
لماذا يتم نسف أحلامنا هكذا في المهد؟
ولماذا لا نأخذ حقنا ودورنا في البحث عن عروسة البحر حتى لو كانت محض كذب؟
العبرة والمتعة والجمال والروعة في الرحلة لا في العثور عليها
هكذا كان معنى سؤالى عندما كنت في المرحلة البرزخية بين الصبا والمراهقة عندما كنت ألاحظ دس السم والإحباط في عسل الطفولة
الغريب أنني طوال طفولتي كنت موقنا أنني واجد لا محالة عروسة البحروكنت كلما ذهبت إلى البحر خصوصا في أربعاء أيوب - لا أدري لماذا بالذات- أظل منتظرا قدوم عروسة البحر التى لم تأت في أى أربعاء ولا خميس ولا حتى جمعة
كبرت - للأسف الشديد جدا- واستمعت لنصيحة منير
قبل ماتحلم فوق
احلم وانت فايق
قبل ما تطلع فوق
انزل للحقايق
وسألت نفسي
لماذا لا نعقد مصالحة تاريخية بين عروسة البحر والحلم المحكوم بالواقع؟
لكنى اكتشفت أن عروسة البحر والحلم المخنوق بالواقع مثل الضرتين لا تتواءمان ولا تتبادلان مودة صادقة أبدا
مع الوقت عرفت أن الحياة ستقيد الأحلام رغم إرادتنا وبدون استشارتنا ،لذا ،قررت أن أسلك طريق عروسة البحر حتى وإن كانت كدب ف كدب!
و متى خلت الحياة من الكذب ؟
المنحط منه والجميل البرىء والاضطرارى؟
ثم إن هذا ليس كذبا بل هو أصل الحقيقة وسر قوة الروح
لذافأنا منتظر - وسأظل- أن تقدر عروسة البحر ولائي ،قبولي كذبتها الجميلة العذبةوأن تشرف حياتي يوما ما
المهم ألا تتأخر حتى نزولي القبر
فمؤكد أنني وقتها لن أكترث لها كثيرا ولن تجدني ذلك العاشق المتلهف
حيث أننى - حسبما أدعو الله تعالى وأتمنى وأحلم - سأكون مشغولا بعرائس بحر الأبدية
اللاتي لا يأتهن الكذب من بين أيديهن ولا من خلفهن.

Monday, March 17, 2008

اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب سيد الناس وآله الأطهار وصحبه الأبرار

أبيات من نور متوضىء خرجت من قلب يرتعش رغبا ورهبا
قال البوصيرى رحمه الله في مدح سيد الناس:

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ
ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
باقي البردة هنا

أكاديميون دوليون أشادوا به ورموز حقوقية بكت عند اعتقاله.. عن المهندس والإعلامى خالد حمزة نحدثكم


نقلا عن:المصريون


كتب:طارق قاسم : بتاريخ 15 - 3 - 2008
تتعاطى أنظمتنا الحاكمة السياسة على أنها فيلم بوليسي لن يحقق إيرادات إلا إذا جاء مضرجا في أكبر قدر ممكن من الدماء المسالة والصرخات المعذبة والمشانق المنصوبة.. أو فيلم رعب لا تجري وقائعه إلا في الظلام.. لا يعرف أبطاله أين يسيرون أو ماذا تخبيء لهم متاهات العتمة المنصوبة أمامهم .. وفي حين يمارس كل الخلق في الدول المحترمة السياسة علانية في جو مفتوح من الشفافية والبرامج المعلنة.. يمارس حكامنا السياسة باعتبارها حالة طوارئ أبدية وقوانين مفصلة تفصيلا على مقاس أشخاص بعينهم وكأنهم سيرثون الأرض ومن عليها.. والمحصلة الطبيعية لتلك الاجواء الكابوسية مطاردة كل فكر سلمي نابذ للعنف وكأن الأنظمة الحاكمة حلفت يمين طلاق تلاتة لتسدن كل طرق الإصلاح أمام الناس لإقناعهم أنه لا حل سوى بالصدام والانقلاب!! إذا لم يكن الأمر كذلك، فما تفسير ما حدث للمهندس الاستشاري والشاب المثقف الهادئ ذو النشاط الحقوقي والإعلامي الواسع (خالد حمزة)، والذي لم يكن يحلم سوى بنصيب من العدالة .. متمثل في حياة كريمة بلا تهديد ولا قمع وممارسة حقه في تعريف العالم بقضية أناس ظلموا وسلبت حرياتهم لا لشيء سوى لأنهم آمنوا بأنهم بشر.. ومن حقهم أن يعيشوا مثلما يعيش غيرهم من البشر.. خالد حمزة مهندس استشاري يبلغ من العمر 45عاما يرأس تحرير موقع (اخوان ويب) وهو الطبعة الانجليزية لموقع اخوان اون لاين.. يمكن فهم شخصية خالد حمزة من موقف تعرض له أثناء إحدى الندوات التي حضرها وكانت تناقش الاوضاع العربية الملتهبة خصوصا في فلسطين المحتلة .. التف حوله وقتها عدد من الشباب الناقمين على الاوضاع العربية التي تجهض كل أحلام الاصلاح السلمي، وبدرت منهم عبارات تنم عن اقتناع بأنه ربما لم يعد سوى العنف حلا مع هذه الحكومات التي تمارس السياسة بمنطق السوق السوداء! شمر خالد حمزة عن سواعد الفكر الواثق العميق الذي يعتنق الاصلاح السلمي بديلا وحيدا مهما ساءت الظروف وتنمرت قوى الفساد والافساد.. أقنع خالد حمزة الشباب أن مشروع الاصلاح الذي جاء به الرسول الكريم ووضع معالمه وتفصيلاته الوحي الشريف، يرفض العنف في غير محله رفضا عقائديا منهجيا ثابتا ويتبنى الفكر المتسلح بالصبر واحتمال الاذى كدواء ناجع - حتى وان بدا ذلك للبعض طريقا طويلا- إزاء أمراض الاستبداد والقهر وكبت الحريات والتنكيل بأصحاب الافكار والرسالات ،والرسول الكريم لم يقتل صاحب رأي ولم ينتهك أمن أي مسالم مهما كانت الظروف.. عندما نضيف لتلك العقلية السمحة التي يتميز بها خالد حمزة ثقافة واسعة وإلماما بكافة القضايا الملحة على الساحة المحلية والاقليمية والدولية ورغبة أصيلة وجارفة في الحوار كطريق أوحد للخلاص من الفوضى الدامية التي يرسف فيها العالم، عندما نضع تلك الامور جنبا إلى جنب يرتسم لنا تفسير واضح لردود أفعال عدد كبير من الشخصيات الحقوقية والسياسية والفكرية الدولية عندما علموا بنبأ قيام سلطات الامن المصرية بإعتقال خالد حمزة أو بالأحرى اختطافه من الشارع ليلا بينماكان يسير برفقة بعض الاصدقاء، د. فيوليت داغر رئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان والمتابعة لمجهودات خالد حمزة السلمية في تعريف العالم بقضية المحاكمة العسكرية لـ 40 إصلاحيا مصريا من قيادات الاخوان المسلمين بكت فور علمها بالقبض على خالد حمزة .. وردود أفعال مستنكرة مستهجنة صدرت عن ساند مانكي ومنى الطواهري وشادية حميد وغيرهم من أسماء فكرية عربية وغيرها فور علمهم بالخبر حيث أن خالد حمزة كان يحظى بتقدير واحترام بالغين في الاوساط الحقوقية والفكرية توجت بمقال كتبه الاكاديمي والمفكر الامريكي الشهير مارك لينش والمتابع لملف الحراك السياسي في مصر كان عنوانه (خالد حمزة كما عرفته) .. خالد حمزة الان مقيد في سجن طرة صاحب السمعة الرهيبة العتيدة في اغتصاب حرية أحرار مصر وأبنائها المخلصين وبالاضافة لقيود السجن، خالد محاصر بحالة صحية سيئة جراء إصابته بانزلاق غضروفي وارتفاع في ضغط الدم وقد أجريت له قسطرة في مستشفى المنيل آخر الاسبوع الماضي .. لخالد ستة من الابناء الكبرى منهم طالبة بكلية الطب يسليها ولد في الصف الثاني الثانوي وابنة في المرحلة الاعدادية وولدان في المرحلة الابتدائية وطفلة صغيرة لم تلتحق بالمدرسة بعد ..

Monday, February 18, 2008

حاجة تفقع



أ- عائدا من العمل
اختنقت ..طويت الجريدة بضيق ولولا أنني كنت في المترو لرميتها بكل ما أوتيت من حنق ..قرفي كان عارما .يجتاحني شعور من يريد أن يشلح ملطا وينطلق في البرية نابذا الدنيا لافظا البشر رافضا كل ما يحتك بجسده أو حتى يمر إلى جواره ..روحي متعلقة بأرنبة أنفي ،عطسة واحدة – مثلا - أو أي من تعابير الاعتراض أو الامتعاض المدججة بالأصوات المؤكدة للمعني كفيلة بقذف روحي إلى حيث يمزقها تدافع الخلق وتدهسها الأقدام وأضطر لالتقاطها ونفضها والتربيت عليها معتذرا ومعاودة حشرها في جسدي ..وبما أنها مش طالبة قرف أصلا فلا مانع من كبح الاعتراضات بكل أشكالها ودرجاتها حتى إشعار آخر
ثمة على الأقل 7 تريليون و 500 مليار و87 مليون و 658 الف شىء وشخص وفكرة وباعث للغضب وحافز للانتحار يتراقصون جميعا داخل قطعة اللحم والدهن المسماة مخي فيما يشبه الطقس الوثني الأفريقي المحموم أو لكأن إيران وأمريكا والهند وباكستان استغلت كل منها ذهني ساحة لمنابذة الأخرى بالتجارب النووية
لعنت الحياة ما لا يقل عن 876587421539698745مليون مرة وسببت حوالى 80% ممن أعرف وقذفت أمهات نصف ال20% المتبقين ..من زحمة ذلك العبث الصاخب والصخب العابث انسل حلم أن أعثر على فيلم خد الفلوس واجري لوودي آلان على أي قناة ثم عدت حسيرا ولعنت القنوات التي لا تعرض أفلامي الحبيبة إلا عندما أكون مرتبطا بموعد يحتم الانصراف.
ب- داخلا البيت
لم أرم سلاما على أحد ولم أكترث للنظرات التي اندلقت تفتشني متفقدة سلامي المعتاد ..ألقيت الحقيبة وأفرغت محتويات جيوبي و خلعت ملابسي وطوحتها وكدت أنطلق صوب الحمام بلبوصا لولا أن تذكرت شقيقتي الجالسة على النت ..لبست أشياء والتقطت فوطة وهرولت إلى الحمام ..تمنيت لو أشق نفسي وأخرج روحي وأنقعها في ماء مغلي ثلاثة أيام ربما تسترد بريقها وصفاءها..ساعدني الماء الساخن على الاسترخاء وأقنعني الصابون ناعم الرائحة أنه قادر على فعل شىء فتركته يجرب وأنا أرمقني وإياه في مرآة الحمام باستخفاف ويقين بعدم الجدوى مستعيدا شكى العقائدي في الحقيقة الوجودية المتداولة الزاعمةأن:كله بيروح في الغسيل

ج- متلفعا بالليل
سعيت للتطهر من العادة المخجلة التي اكتسبتها الأيام الماضية :الاستقاظ باكرا للذهاب إلى تدريب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ترعاه مؤسسة أوروبية ومن ثم النوم مبكرا ..
طلبت معي هيافة وفقع وسط مزاعم دولية وقرارت اممية وضغوط إقليمية تؤكد أن هذه أقرب الطرق لاقتناص لحظة صفاء ..لم أقبل التوقيع على تلك الاتفاقية إلا بعد رفع سقف مطالبي إلى لحظة عبط أو هبل أو على الأقل لحظة بلهنية فتاكة ..
قلت:أمارس ولعي القديم بتناول العشاء على صوت الراديو ..أدرته وأخذت ألاحق الترددات وأفتشها بحثا عن شىء يستحق ..في البرنامج العام كانوا يحاورون كاتبا خنيقا فقدرت أن هذا ربما يفقعني أكثر مما أحتمل فأقطع الخلف فقلت:حتى الفقع لا يكون هكذا يا أولاد ال (ضع لفظا يعني أن المرحومة أمهم كانت سيئة السلوك وربما – بل الأرجح- أنها أنجبتهم سفاحا) .. في الشرق الأوسط كانوا يتحدثون عن أبو تريكة فلعنت دروجبا وصمويل ايتو المتخاذلين وكل الدول التي هزمناها لأنها بلا حسني وجمال مبارك الذين يجعلانها تنتصر بصفتهما راعيين للرياضة وأنهما يدعمان المنتخب ..المهم ..زمجرت بهمهمات غير مفهومة وتشبثت بيقيني في نصيبي من الفقع وتجاوزت أبو تريكة وعند ال100.6 fm استوقفني صوت أسامة منير العريض المصطنع حيث كان يقوم بتظبيط زوايا العواطف المتأججة لمزة ليلية ..عندها فقط توقفت وحططت رحالي وعسكرت واضعا صينية الطعام تقتلني الرغبة أن أغترف من الهيافة ..صوت أسامة منير المتحنتف المشطوف ا لمتشفي المتصفي المتسلك بشياكة آسرة لقلوب العذارى وداثرات العذرية أزال شعورى بهيافة بحثي عن الهيافة لاسترداد عافيتي المزاجية في هذه الليلة الشتوية ..وهكذا ..أصغيت إذ ألوك عشائي إلى خمس قصص حب فقيعة لدرجة جعلتني أفكر في الاتصال بأسامة منير لأشكره على أن منحني فقعا وهيافة أكبر مما كنت أحلم أو أستحق .ضبطت نفسي متلبسا بالإشفاق على هؤلاء الفتيات المساكين الباحثات عن الحب الأخرق واللاتي ارتمين اختياريا في شباك برنامج أسامة منير الذي ذكرني بلزوجة وفقع وإسفاف روايات إحسان عبد القدوس التي ما إن دخلت الأولى الثانوية حتى رأيت أنه من الهيافة والفقع مجرد وجودها في مكتبتي....أخ......إحسان عبد القدوس ورواياته ....يا لغبائي وعدم حيطتي للمستقبل...لماذا لم أفكر في حل وسط يعصمنى من الاحتفاظ بروايات احسان وفي الوقت نفسه أبقيها قريبة منى كمصدر للاكتفاء الذاتي من الفقع والهيافة بدلا من تسولهما من محطات الراديو ..ألم يكن ثمة حل سوى رمى نصفهافي الزبالة وإعطاء الباقي لزملاء ثانوى منحة لا ترد أو ترد على شكل سجائر مارلبورو..آآآآآآآه..قلت لنفسي..لو كنت احتفظت بها لمنتحتني فقعا يليق بليلة فقيعة كهذه وهيافة تمنحنى ثقة في مستقبل أفضل

Thursday, January 3, 2008

ما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدين؟؟؟؟؟


خلقنا لنضع اعيننا منذ الوهلة الاولى لتفتح وعينا على الموت الكريم..وإلا،فلا معنى لشىء