Monday, February 18, 2008

حاجة تفقع



أ- عائدا من العمل
اختنقت ..طويت الجريدة بضيق ولولا أنني كنت في المترو لرميتها بكل ما أوتيت من حنق ..قرفي كان عارما .يجتاحني شعور من يريد أن يشلح ملطا وينطلق في البرية نابذا الدنيا لافظا البشر رافضا كل ما يحتك بجسده أو حتى يمر إلى جواره ..روحي متعلقة بأرنبة أنفي ،عطسة واحدة – مثلا - أو أي من تعابير الاعتراض أو الامتعاض المدججة بالأصوات المؤكدة للمعني كفيلة بقذف روحي إلى حيث يمزقها تدافع الخلق وتدهسها الأقدام وأضطر لالتقاطها ونفضها والتربيت عليها معتذرا ومعاودة حشرها في جسدي ..وبما أنها مش طالبة قرف أصلا فلا مانع من كبح الاعتراضات بكل أشكالها ودرجاتها حتى إشعار آخر
ثمة على الأقل 7 تريليون و 500 مليار و87 مليون و 658 الف شىء وشخص وفكرة وباعث للغضب وحافز للانتحار يتراقصون جميعا داخل قطعة اللحم والدهن المسماة مخي فيما يشبه الطقس الوثني الأفريقي المحموم أو لكأن إيران وأمريكا والهند وباكستان استغلت كل منها ذهني ساحة لمنابذة الأخرى بالتجارب النووية
لعنت الحياة ما لا يقل عن 876587421539698745مليون مرة وسببت حوالى 80% ممن أعرف وقذفت أمهات نصف ال20% المتبقين ..من زحمة ذلك العبث الصاخب والصخب العابث انسل حلم أن أعثر على فيلم خد الفلوس واجري لوودي آلان على أي قناة ثم عدت حسيرا ولعنت القنوات التي لا تعرض أفلامي الحبيبة إلا عندما أكون مرتبطا بموعد يحتم الانصراف.
ب- داخلا البيت
لم أرم سلاما على أحد ولم أكترث للنظرات التي اندلقت تفتشني متفقدة سلامي المعتاد ..ألقيت الحقيبة وأفرغت محتويات جيوبي و خلعت ملابسي وطوحتها وكدت أنطلق صوب الحمام بلبوصا لولا أن تذكرت شقيقتي الجالسة على النت ..لبست أشياء والتقطت فوطة وهرولت إلى الحمام ..تمنيت لو أشق نفسي وأخرج روحي وأنقعها في ماء مغلي ثلاثة أيام ربما تسترد بريقها وصفاءها..ساعدني الماء الساخن على الاسترخاء وأقنعني الصابون ناعم الرائحة أنه قادر على فعل شىء فتركته يجرب وأنا أرمقني وإياه في مرآة الحمام باستخفاف ويقين بعدم الجدوى مستعيدا شكى العقائدي في الحقيقة الوجودية المتداولة الزاعمةأن:كله بيروح في الغسيل

ج- متلفعا بالليل
سعيت للتطهر من العادة المخجلة التي اكتسبتها الأيام الماضية :الاستقاظ باكرا للذهاب إلى تدريب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ترعاه مؤسسة أوروبية ومن ثم النوم مبكرا ..
طلبت معي هيافة وفقع وسط مزاعم دولية وقرارت اممية وضغوط إقليمية تؤكد أن هذه أقرب الطرق لاقتناص لحظة صفاء ..لم أقبل التوقيع على تلك الاتفاقية إلا بعد رفع سقف مطالبي إلى لحظة عبط أو هبل أو على الأقل لحظة بلهنية فتاكة ..
قلت:أمارس ولعي القديم بتناول العشاء على صوت الراديو ..أدرته وأخذت ألاحق الترددات وأفتشها بحثا عن شىء يستحق ..في البرنامج العام كانوا يحاورون كاتبا خنيقا فقدرت أن هذا ربما يفقعني أكثر مما أحتمل فأقطع الخلف فقلت:حتى الفقع لا يكون هكذا يا أولاد ال (ضع لفظا يعني أن المرحومة أمهم كانت سيئة السلوك وربما – بل الأرجح- أنها أنجبتهم سفاحا) .. في الشرق الأوسط كانوا يتحدثون عن أبو تريكة فلعنت دروجبا وصمويل ايتو المتخاذلين وكل الدول التي هزمناها لأنها بلا حسني وجمال مبارك الذين يجعلانها تنتصر بصفتهما راعيين للرياضة وأنهما يدعمان المنتخب ..المهم ..زمجرت بهمهمات غير مفهومة وتشبثت بيقيني في نصيبي من الفقع وتجاوزت أبو تريكة وعند ال100.6 fm استوقفني صوت أسامة منير العريض المصطنع حيث كان يقوم بتظبيط زوايا العواطف المتأججة لمزة ليلية ..عندها فقط توقفت وحططت رحالي وعسكرت واضعا صينية الطعام تقتلني الرغبة أن أغترف من الهيافة ..صوت أسامة منير المتحنتف المشطوف ا لمتشفي المتصفي المتسلك بشياكة آسرة لقلوب العذارى وداثرات العذرية أزال شعورى بهيافة بحثي عن الهيافة لاسترداد عافيتي المزاجية في هذه الليلة الشتوية ..وهكذا ..أصغيت إذ ألوك عشائي إلى خمس قصص حب فقيعة لدرجة جعلتني أفكر في الاتصال بأسامة منير لأشكره على أن منحني فقعا وهيافة أكبر مما كنت أحلم أو أستحق .ضبطت نفسي متلبسا بالإشفاق على هؤلاء الفتيات المساكين الباحثات عن الحب الأخرق واللاتي ارتمين اختياريا في شباك برنامج أسامة منير الذي ذكرني بلزوجة وفقع وإسفاف روايات إحسان عبد القدوس التي ما إن دخلت الأولى الثانوية حتى رأيت أنه من الهيافة والفقع مجرد وجودها في مكتبتي....أخ......إحسان عبد القدوس ورواياته ....يا لغبائي وعدم حيطتي للمستقبل...لماذا لم أفكر في حل وسط يعصمنى من الاحتفاظ بروايات احسان وفي الوقت نفسه أبقيها قريبة منى كمصدر للاكتفاء الذاتي من الفقع والهيافة بدلا من تسولهما من محطات الراديو ..ألم يكن ثمة حل سوى رمى نصفهافي الزبالة وإعطاء الباقي لزملاء ثانوى منحة لا ترد أو ترد على شكل سجائر مارلبورو..آآآآآآآه..قلت لنفسي..لو كنت احتفظت بها لمنتحتني فقعا يليق بليلة فقيعة كهذه وهيافة تمنحنى ثقة في مستقبل أفضل

5 comments:

السكندرى said...

السلام عليكم
الأخ العزيز الغالى

لقد كدت انت تفقعنى
يا رجل اتق الله فى نفسك
وهون عليك
ولتعلم
انه ما يجىء الفجر إلا بعد أحلك الأوقات من الليل

وان الله وعدنا انه بعد العسر يسرا
وليس يسرا واحدا

وهيا بنا ننهض من حالة اليأس هذه

وهيا بنا نشمر عن سواعدنا
وننحت فى الصخر لنغير ذلك الواقع الأليم

أذكرك بموقف المصطفى بعد أن ادمى قدمه سفهاء الطائف
ولاذ بحديقة عتبة بن ربيعة

حين تحاور مع عداس
اظنك تعرف القصة وتعرف قصدى من وراء ذكرها

فالنبى لم ييأس فى أشد اللحظات ضيقا
بل كان يعمل لنشر الحق الذى يحمله هود

فلنتعلم منه
وممن ساروا على نهجه مثل الإمام حسن البنا

حينما سجن كل الإخوان
ما عدا هو حتى يظل وحيدا

يحكى أحد اخوانه

انه دخل المسجد على فجأة بعدما أخذ هو إفراج
فوجد الإمام يعلم طفلا صغيرا الوضوء

أرأيت.. لم يقطع اليأس به فى أشد المحن
بل كان دافعا للعمل حتى لو كانت نقطة البداية هى الصفر
فلا يأس

طالما نحن أصحاب الحق

تقبل تحياتى

Dalia Ziada said...

أزيك يا طارق

عجبتني قوي قدرتك على تصوير الأحداث الخانقة في حياتنا اليومية بهذه الروعة، لكنني لم أتعجب لأن أعرف أنك يا صديقي تمتلك موهبة عظيمة في التعامل مع الكلمات، لكن ما أدهشني حقا هو معرفتي اليقينة بصلابتك و قوتك، مازالت الأيام تخبأ لنا الكثير يا طارق، فإن لم نحتملها اليوم لن نحتمل الأمور الأعظم التي ستأتينا غدا

و على جنب: الصورة تحفة و خلتني أضحك بشكل هيستيري

أستعن بالله و كن قويا كما أنت دائما

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my site, it is about the CresceNet, I hope you enjoy. The address is http://www.provedorcrescenet.com . A hug.

أميرة محمد محمد محمد said...

كنت قد قررت اني لن أعلق في أي مدونه بعد ماقررت اني مش هكتب الا في الصيف
بس التدوينه دي دفعتني للتعليق
مش عارفه أقولك ايه في حاجات كتير بتضايقنا بس ماينفعش نسيبها تهزمنا الاحساس اللي انت فيه ده أنا عارفاه جربته كتير بس الفرق انك قادر تكتب و تعبر عنه أما انا لما بتخنق قوي بحس اني اتخرست
الفاظك يا أخي بجد أنا كنت بضحك بس ماينفعش يا أخي لازم نحارب القبح بالجمال و الا يبقي هزمنا
علي فكره أنا من عاشقات روايات احسان عبد القدوس و بعتبر انه من أفضل الكتاب المصريين ان لم يكن الأفضل علي الاطلاق
ماتتعاملش مع رواياته باستخفاف او تنظر لها نظره سطحيه هو من أكثر الناس قدره علي تبسيط فلسفتهم وارائهم
كن قويا امال لو كنت في كلية الطب كنت عملت ايه
ربنا معاك

طارق قاسم said...

اخي الحبيب السكندري الجميل النبيل
اولا شكرا جدااااااااااعلى تعليقك الرائع لكنى بفضل الله تعالى لست مهزوما ابدا وليس معنى ما كتبته انني يئست او هزمت
اليأس اهتزاز في ايماننا بالله العظيم والحمد لله تعالى ليس الامر كذلك بالنسبة لي بالمرة نسأل الله تعالى الثبات واليقين والقوة المتجددة
تحياتي السرمدية

العزيزة داليا
تشريف حظرتكم افنظم مدونتنا المتواضعة شرف يسد الافق واطراؤك اسعدني جدا خصوصا انه صادر من شاعرة مجدة متميزة لها مع الالفاظ صولات وجولات
لكن ثقي تماما اننى مازلتت بحول الله تعالى وقوته قويا كما انا لم اهتز المسالة فقط تسجيل وبوح
تحياتي المبرنشقة
الدكتورة الكريمة اميرة
اسعدني جدا تعليقك المرهف كالعادة لكن اكرر لك ما قلته لداليا والسكندري ان ذلك الكلام مجرد تسجيل وفضفضة وبوح ليس للياس فيه نصيب
وقد تعلمت من اخوتي وسادتي ان الياس انتقاص للمروءة والدين
واحسب بفضل الله تعالى ان من مميزاتي القليلة جدا انني -دون تزكية للنفس ولا غرور-متماسك مهما كانت المسائل ملعبكة
اما بخصوص الفاظى فسامحيني اختلف معك ليس فيها -حسبما ارى- ما يشين او ينتمي لعوالم القبح اللفظي
لكن
بخصوص ذلك الكاتب اللامؤاخذة احسان عبد القدوس فانا اعف عن ذكر رايي فيه احتراما لحضرتكم الموقرة ويكفيه فقعا تركته اللزجة التي خلفها لنا متمثلة في الكائن البائس المسمى محمد عبد القدوس ابنه وكتاباته التى لاتقل بشاعة عما كان يفعل والده-هذا طبعا اذا عصرنا على نفسنا شادر ليمون واعتبرنا ان ما كان يمارسه احسان كتابة- لكن طبعا كامل احترامي لرايك الذي اكد لي فكرة كنت قد كونتها عنك من واقع تدويناتك شديدة الرهافة والتمرد
يا شيخة حد يكتب رواية ويسميها -اسف- شفتاه)
تمنياتي بدراسة وامتحانات موفقة
تحياتي المجلجلة